المساواة فى الاديان ( من سلسلة لا للتطرف )

2020-08-31
254

العراق الحر نيوز
بقلم : د . محمد سعد مازن
قررت جميع الأديان مبدأ المساواة بين الناس فى أكمل صوره وأمثل أوضاعه ، واتخذته دعامه لجميع ما سنته من نظم لعلاقات الافراد بعضهم مع بعض ، وطبقته فى جميع النواحى التى تقتضى العدالة الاجتماعية ، وتقتضى كرامة الإنسان أن يطبقها فى شئونه ، فأخذت هذه الأديان بتقدير القيمة الإنسانية بين الافراد الآدمين ، وايضا فيما يتعلق بالحقوق العامة وحدود المسئولية والجزاء ، وشئون الاقتصاد وإقامتة فى كل ناحية مما سبق على قواعد واضحة متينة تكفل حمايته من العبث والانحراف ، وتتيح له تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من خير للأفراد والجماعات . وإن التفاضل بين الناس إنما يقوم على أمور اخرى خارجة عن طبيعتهم وعناصرهم وسلالاتهم وخَلـقُهم الأول ، فيقوم مثلا على أساس تفاوتهم فى الكفاية والعلم والاخلاق والأعمال …. وانا أرى كمسلم إن الإسلام يسوى فى تطبيق مبدأ المساواة بين المسلمين وغير المسلمين ، فيقرر أن الذميين او المعاهدين فى بلد اسلامى او خاضع للمسلمين لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما على المسلمين ، وتُحترم عقائدهم ولا تُوَقع عليهم الحدود فيما لا يحرمونه ، عكس ما تقرره أسفار اليهود بصدد التفرقه العنصريه بين اليهودى وغير اليهودى والاسرائيلى وغير الاسرائيلى وموقفهم العدائى حيال الشعوب الأخرى ، وكذلك أكثر أمم الغرب ادعاءً للديموقراطية فى العصر الحاضر وهى الولايات المتحدة ، إذ تفرق بين البيض والسود من ابناء شعبها ، وفى جميع المعاملات الحياتيه . أجل !! ما أبعد الفرق بين ديمقراطيتهم المزعومه التي تبيح هذه الاعتداءات الصارخه على مبادئ الاخلاق والعداله و بين تعاليم الاسلام السمحه التي ظهر لنا مبلغ تقديسها لكرامه الانسان وحقوقه بقطع النظر عن جنسه وشعبه ولونه ودينه ومبلغ احترامها لمبادئ المساواه بين جميع الناس في الحقوق العامه وشؤون المسؤوليه والجزاء . وإذ يبادرنا الفرق بين التصريحات التي صدرت من الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في افتتاح الاسكندريه وما يصدره كبار المسؤولين في حكومه جمهوريه مصر العربيه من تحقير وتمييز بين المواطنين وحرمانهم من ابسط حقوقهم في الصمت بعدم الادلاء بالتصويت في الانتخابات بل وضع عقوبات لمن لم ينزل للتصويت هذا ما اثار الغضب الشديد بين الشعب وبين الحكومه فقد تجاوز حده ، فهل يزال الى الوقت الحاضر تسير الحكومات بمنهج الوحشيه وكأننا مستعمره ام ان الحكومات بعيده كل البعد عن الواقع الذي نعيشه فاذا كان الوضع اجباري على المواطن أن ينزل وينتخب من لا يعرفه ولا يضمن أمانته ولا يضمن سمعت اخلاقه فهذا يعتبر شهاده زور من مواطن في حق مواطن اخر ، بل يصل الأمر الى حد الحض على السرقه من المال العام ليأخذ هذا النائب من أموال الدولة ما لا يستحق من رواتب وخلافة وهنا يكون المواطن شريك له فى نفس العقوبة ، ومن أشكال المساواة يطلع علينا الوزيرى كامل بالتمييز اللفظى بين الصعايده وباقى عوام مصر ، ليثبت لنا قوله ( فلتقل خيرا او لتصمت ) احيانا يكون القرار حكيم ولكن طريقة العرض يشوبها العوار من الناحية اللفظيه فمثلا نقول ، لراحة اهلنا فى الصعيد خصصنا لهم محطه خاصه بهم لعدم تكبد العناء والانتقال من الشهداء الى اماكن أبعد ، هنا تختلف العبارات فتجد مرتعا رحبا وقبولا حميدا ونذكر سؤال سيدنا يوسف صل الله عليه وسلم ( ما بال النسوة اللتى قطعن ايديهن ) ولم يذكر امرأة العزيز لكى لا يكون الاتهام موجه لشخص واحد ويثبت عليها التهمة بل السؤال هنا للعام ، ‏فالإنسان يبحث دائما عن تقدير المجتمع ، فإن كان المجتمع يقدّر رجال الدين كثُر المتدينون ، وإن كان المجتمع يقدر اللص كثُر اللصوص ، وان كان يقدر الجهل كثُر الجهلاء ، فلماذا يتحمل السيسي عناء كل هذا الجهل ، الم يجدوا يوما فارغا ليتعلموا فيه فن الاتيكيت او الدبلوماسية الإنسانية ، ما يمارس الان فى حق الإنسانية لهو التطرف بذاته واختم فكل شئ له علاج الا الجهل أتعب من يداويه. انتهى

التصنيفات : آراء حرة
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان