(سنة الدگة العشائرية إجرام مستمر بحق الجميع..مالم تجد رادعاً)

2021-04-23
203

بقلم:احسان العتابي/العراق

إن صفة النفاق أو الازدواجية أعظم الشر فهي الوجه الحقيقي (للكذب)،وخاصة إذا ما منحت هيبة وقدسية مزعومة تحت مسميات وعناوين إجتماعية معينة لأشخاص بعينهم،فهنا تحل كل الكوارث التي من شأنها هدم كل القيم الأخلاقية السامية في المجتمع،والتي نتائجها ضياع أجيال متعاقبة،وليس فقط الجيل الذي يعاصرها.

فحينما نستمع لحديث(البعض)ممن يدعون بأنهم عينة القوم ومشايخهم في قبائلهم وعشائرهم وحتى أسرهم،نشعر بأننا نعيش في زمن تسوده القيم الأخلاقية الأصيلة،بل أن كل رقعة جغرافية فيها أولئك اصحاب الخطابات والأحاديث تعتبر(مدينة فاضلة)بحد ذاتها.

والواقع العملي لكل شخص وبضمنهم أولئك أصحاب الأصوات التي تتحدث بالقيم والمفاهيم الأخلاقية السامية،يبقى هو الفيصل والحكم بين ما تطلقه الأفواه علناً وما تقدمه الايدي عبر توجيهاتهم لمن هم بمعيتهم خلف الكواليس! فمن صور التفاق أو الازدواجية التي يتمتع ويمتاز بها (بعض)أولئك المدعين (بالمشيخة)مسألة (الدگة العشائرية)،والتي ترفضها كل القيم الأخلاقية الوضعية فضلاً عن السماوية.

فهي للأسف باتت سلاحاً فتاكاً يهدد الجميع على حدٍ سواء،ولا يسعني حقيقة فهم السند العقلائي الذي أستند عليه من سن هذه السنة السيئة بل والمعيبة بحقه وبحق من أعتمدها كذلك منهجاً فيما بعد،لإيصال مظلوميته جراء حالة معينة تعرض لها هو او من بمعيته.

حيث أن تلك السنة العشائرية تمتد لعقود طويلة من الزمن كما أسلفت وليست وليدة اللحظة،ولا يسعني في هذا المقام الدخول بحيثيات أسباب نشأتها وتاريخها ومن أشار بها فهكذا امور تعتبر مضيعة للوقت والجهد بل وليس فيه الثمرة المرجوة من فكرة الطرح،لأننا اليوم نبحث عن حل جذري لإنهاء هذه السنة السيئة لنتدارك عواقبها الوخيمة وليس البحث عنها تاريخياً.

وهنا أود أن أطرح بعض الأسئلة على جميع من أمن بها وتخذها منهجاً..أليس هذا الفعل يعتبر جريمة ومرتكبه مجرم لأنه يطال البريء قبل المذنب كما يعتبر هدم لمبادئ وأسس قيام دولة حقيقية يطبق فيها القانون على الجميع سواسيةً بكل ما تعني الكلمة؟أليس هذا هو ألنفاق والازدواجية بعينها من قبل بعض أولئك الذين يدعون بأنهم عينة القوم والذين يدعون بعبادة أله هو القائل في كتابه العزيز الذي يعتبر دستوراً(ولا تزر وازرة وز أخرى)؟ وأين هم كذلك عن إدعائهم بالإيمان بنبوة النبي محمد (ص)وهو القائل(من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)؟ وأين إدعائهم أنهم يأتمرون بأوامر مرجعيتهم الدينية التي طالما نوهت وأكدت على إنكار مثل هكذا فعل؟فكم من بريء فقد حياته أو أصابه امراً ما جراء تلك السنة السيئة؟.

وكي يكون الطرح ملماً بكل جوانب وجزئيات هذه القضية الحساسة والخطيرة بذات الوقت،سأذكر جزئية هامة جداً لفتت انتباهي أعني(الدگة العشائرية)،رغم أني على ثقة تامة بأن التعرض لطرح هكذا جزئية وبكل صراحة وواقعية سيفتح علي أبواب الجحيم من قبل الكثير،ممن لا يروق لهم إظهار الحقائق والتحدث بواقعية،لهذا أقول صراحة أني لم ألمس أطلاقاً ثقافة(سنة الدگة العشائرية)إلا لدى أهل التوحيد! وكي أكون أكثر دقة وإنصافًا لمستها لدى طائفة منهم وليس جميعهم.

فمن يجدني متوهماً أو منحازاً ليتفضل ويطرح دليله الذي يناقض طرحي هذا،وإن وجدتموه منطقياً وواقعياً،حينها يملؤني الأمل بمن انتهجوها كمبدأ لإحقاق الحق،أن يتخذوا خطوة جادة لنسف هذه السنة العشائرية المعيبة والخطيرة بحق الجميع،حتى يكونوا كبقية إخوتهم العراقيين الذين لا يؤمنون بهكذا خزعبلات،حينها فقط يكونون مسلمين وعقلاء وإنسانيون بحق.

كما أوجه ندائي هذا للجهات المسؤولة في الدولة والحكومة أن تتابع هذه القضية بكل جد وحزم كذلك كي تردع كل منتهج لها وتوقفه عند حده،بمساندة الأصلاء من المشايخ الذين لم ينتهجوا هذا النهج المخطئ بحق مجتمعهم،حتى تتظافر جميع الجهود من أجل أن نؤسس لثقافة أخذ الحقوق عبر القانون الذي يدير ويرعى شؤون الجميع في الوطن.

التصنيفات : مقالات
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان