السلطة الرابعة .. حضور مميز رغم المحاذير ” المهم نقل الحقيقة “

2020-09-20
580

ضمن سلسلة يوميّات واسطيّة في زمن الكورونا ( 70 

السلطة الرابعة .. حضور مميز رغم المحاذير ” المهم نقل الحقيقة “


تقديم؛ جبار بچاي

الاعلاميون في واسط سجلوا الكثير من المواقف الوطنية ، المهنية المشرفة وهم يتابعون ميدانياً أخبار جائحة كورونا منذ تسجيل أول إصابة في المحافظة ، وكانوا عرضة للإصابة أكثر من غيرهم يدفعهم بذلك الحس الوطني والجانب المهني لديهم ، المهم عندهم أن ينقلوا الحقيقة للناس بعيداً عن التزييف وإثارة الخوف بين الناس وترويعها .

بدأت مرحلة التتبع الاعلامي في المحافظة لجائحة كورونا من مراسلي القنوات الفضائية على وجه الخصوص والوكالات الاخبارية والصحف إضافة الى المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان صحة محافظة واسط يوم الثلاثاء 25 / 2 / 2020 ، عن حجر أربعة مواطنين في المحافظة كانوا مع طالب المدرسة الدينية الايراني الذي تم تسجيل اصابته في النجف، وهي أول إصابة تسجل في العراق.

كوّن إعلان صحة واسط عن تسجيل إصابتين في ناحية شيخ سعد مطلع آذار 2020 والاعلان عن تسجيل أول حالة وفاة بفيروس “كورونا” لرجل من أهالي الناحية منعطفاً في العمل الاعلامي، ورغم المحاذير الشديدة من خطر انتقال الوباء انطلق الاعلاميون في واسط لتتبع الأحداث المتلاحقة وبث التقارير المصورة أو المقروءة منها أو المسموعة بمستوى عالٍ من المهنية والدقة والمصداقية.

خضوع المدينة للحجر الصحي الكامل وفق قرار خلية الازمة جعل المراسلين يفدون الى الناحية ما يقرب من المرتين في اليوم الواحد والتوغل في قلب المدينة لمرافقة الفرق الصحية التي باشرت مهام فحص الاشخاص والقيام بعمليات التعقيم والتعفير رفقة الدفاع المدني والجهات الساندة الاخرى.

تعاونت دائرة صحة واسط بشكل جيد مع الاعلامين ووفرت لهم بدلات الوقاية والكفوف والكمامات وهم يقومون بمهامهم الصحفية سواء في الناحية أو في المستشفى التي خصصت لحجر المصابين إضافة الى حضور جانب من اجتماعات خلية الازمة لمتابعة آخر المستجدات على صعيد المحافظة واعداد تقارير ناضجة عن ذلك .

الاعلاميون في واسط يعتمدون على جهودهم الذاتية مستخدمين مركباتهم الشخصية للتنقل مابين موقع الاصابات والمستشفى ومكان انعقاد الاجتماعات ولم يكن في حساباتهم كم يجنوا من التقارير التي يعدونها لمؤسساتهم الاعلامية، بل كل الذي يشغلهم هو إظهار الحقيقة وتبيان الدور الكبير والمسؤول الذي قامت وتقوم به الكوادر الصحية إضافة الى جهد خلية الازمة.

صحيح أن حلقة أساسية مهمة كانت مفقودة بين وسائل الاعلام وخلية الازمة في المحافظة بداية الامر لعدم تسمية ناطق إعلامي أو متحدث باسم الخلية أو حتى تسمية ممثل عن فرع نقابة الصحفيين لكنَّ الزملاء تجاوزا هذه الحلقة من خلال الخبرة المتراكمة واعتمدوا على تعضيد التنسيق والتعاون بينهم وبين خلية الازمة والصحة وقيادة الشرطة وباقي الجهات الاخرى الساندة فكانت تقاريرهم واقعية مبهرة لما تحتويه من دقة في المعلومة ومصداقية في نقلها دون اللجوء الى التزييف والترويع رغم المخاطر الشديدة، المهم عندهم هو نقل الحقيقة فيما يخص تداعيات الجائحة، وأجزم أنهم جميعاً نجحوا.

لايدرك البعض طبيعة العمل الاعلامي وربما لا يعرفون أن أغلب الاعلاميين لن يتقاضوا رواتب ولا مكافآت جيدة من المؤسسات التي يعملون فيها وأن وجدت فهي لا تسد أثمان وسائل الاتصال لديهم ومصروف مركباتهم الشخصية التي يتنقلون بها من شمال المحافظة الى جنوبها ومن شرقها الى غربها باستثناء بعض المرات حين تتوفر لهم وسائط نقل من المحافظة أو الصحة أو قيادة الشرطة.

الاعلاميون دخلوا الى ردهات الحجر الصحي رغم خطر الوباء وسجلوا لقاءات مع الكوادر الطبية والتمريضية وحتى مع المصابين دون أن يجبرهم أي شخص على ذلك ، حتى مؤسساتهم التي يعملون فيها كانت تحذرهم من المخاطرة بأرواحهم على حساب العمل لكنهم جازفوا وأعدوا تقارير ناضجة يدفعهم بذلك حبهم لعملهم وما يتمتعون به من مستوى عال من الصدقية والمهنية وحبهم لمحافظتهم .

قصص مثيرة احتفظ بها ومفارقات كثيرة رافقت عمل الزملاء الاعلاميين عند تغطيتهم لجائحة كورونا ولست بصدد ذكرها كي لا يفسر الامر أنه تسويق لهم لكن واقع العمل في الاشهر الستة الماضية من انتشار الوباء فيه من المفارقات ما يختزل عمل السنوات الماضية عند بعض الاعلاميين بالذات ممن يعملون في المحطات الفضائية من مراسلين ومصورين فهم كانوا أقرب الى الميدان من غيرهم.

الاعلاميون في واسط ممن يعملون في مؤسسات رسمية أقل ما يقال عنهم أنهم نخبة من المهنيين المبدعين وناقلي الحقيقة دون غيرها ، وإذا ما حصلت هناك حالة من عدم الدقة احياناً فثقوا هي ليست مقصودة ولا يراد منها تبني الوهم والتزييف وخداع الناس أو الاساءة الى جهة ما على حساب غيرها إنما نقص في المعلومة وعوز لدقتها كان ينبغي التريث قليلاً لمسك الحقيقة بالكامل ومن غير ذلك كل التفاسير واهمة .

فمن غير المنطقي ولا من باب الانصاف أن نُحزب الاعلامي تبعاً لحزبية المؤسسة التي يعمل فيها أو نُجيّر فكره كيفما نريد فنلصق به التهم الجاهزة وننسى ما قدمه من جهد دؤوب وعمل مثابر فيما مضى من أجل نقل الحقائق في كل المجالات ويغيب عن البال أن الصحفي والاعلامي مثل أي شخص يبحث عن مصدر عيشه في ظل المتراكمات والصعوبات الحياتية الكثيرة .

حضور رجال السلطة الرابعة بمحافظة واسط خلال جائحة كورونا كان مميزا ورائعا شاء من شاء وأبى من أبى، فهم طوال الاشهر الماضية قدموا عشرات التقارير المهنية عن جائحة كورونا وتوغلوا في ردها الحجر الصحي وحضور عشرات المؤتمرات الصحفية بما فيها المؤتمرات التي كانت تعقد في المستشفيات غير مبالين بالخوف على حياتهم وحياة اسرهم من الوباء.

هؤلاء الزملاء وغيرهم صنعوا نموذجاً رائعاً في التغطية الاعلامية لجائحة كورونا يحق لواسط أن تفخر به مثلما تفخر بالكثير المواقف التي تتقدم بها على باقي المحافظات خاصة التماسك الاجتماعي واللحمة الجميلة بين أجهزتها المختصة كافة ومواطنيها مع عشائرها ومثقفيها وكل الشرائح الاجتماعية الاخرى بعد أن رسم كل منها صورة جميلة في مواجهة جائحة كورونا التي فتكت بالعالم أجمع .

تحية اعتزاز وتقدير لمن استحقوا التسلسل ( 70 ) في اليوميات الواسطية عن كورونا التي أدونها على قدر ما أشاء.

انتهى

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان